×

مصريون في الكويت

EGKW

نحو الهدف| مسعد حسني عبدالمقصود يكتب: مصر تعود إلى الواجهة العالمية

نحو الهدف| مسعد حسني عبدالمقصود يكتب: مصر تعود إلى الواجهة العالمية

+    -
31/10/2025 07:16 م
كتب :
في قلب الزمن، حيث تتقاطع الحضارات وتتنافس الأمم على ترسيخ هويتها، تمضي مصر بخطوات واثقة لتستعيد مكانتها الطبيعية في واجهة التاريخ والإنجاز.
وفي غضون ساعات، يشهد العالم افتتاح المتحف المصري الكبير، ذلك الصرح الفريد الذي يختزل بين جدرانه خمسة آلاف عام من العبقرية الإنسانية، ويعلن في الوقت ذاته عن ولادة جديدة لمصر الحديثة — مصر القادرة على أن تُدهش، وتُبدع، وتُنجز، وأن الإبداع والقدرة على التحدي جينات متأصلة في أبناء الشعب المصري.

وإذا تحدثنا بإيجاز عن هذا المشروع سنجد أنه ليس مجرد بناء ضخم، بل فكرة حضارية متكاملة جسدت رؤية قيادة آمنت بأن المجد لا يُستعاد إلا بالفعل، وأن الحضارة لا تُروى بل تُبنى. فالمتحف المصري الكبير، الممتد على مساحة تجاوزت نصف مليون متر مربع، يقف اليوم شاهدًا على قدرة المصريين على وصل الماضي بالحاضر في لوحة معمارية تجمع بين عبق التاريخ وروح العصر.
إنه ليس فقط أضخم متحف أثري في العالم، بل رسالة مفتوحة من مصر إلى الإنسانية تقول فيها: هنا مهد التاريخ… وهنا المستقبل أيضًا.

ولعل الدلالات تتجاوز حدود الحدث ذاته؛ فحين تتوافد عشرات الوفود الدولية، ورؤساء دول وحكومات، لحضور افتتاح هذا الصرح، فإنهم لا يأتون فقط لمشاهدة الآثار، بل ليشهدوا على نجاح نموذج الدولة المصرية في التخطيط والتنفيذ والإدارة. مشروعٌ استغرق أكثر من عقدين من الزمن، لكنه خرج للنور في توقيت بالغ الرمزية — زمن الجمهورية الجديدة، التي جعلت من العمل الجاد والإنجاز الملموس عنوانًا لهوية الوطن.

من زاوية أخرى، فإن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل انطلاقة اقتصادية وسياحية هائلة. فالموقع الاستراتيجي على مقربة من أهرامات الجيزة، والبنية التحتية المحيطة به من طرق وفنادق وخدمات، تمثل منظومة جذب استثماري متكاملة ستعيد لمصر مكانتها كأحد أبرز المقاصد السياحية في العالم.
ومع كل زائر يدخل قاعة “كنوز توت عنخ آمون” أو يتأمل جدارية فرعونية بعين الانبهار، هناك عملة أجنبية تدخل، وفرصة عمل تُخلق، ورسالة ثقة تتجدد في الاقتصاد الوطني.

لكن التحدي الحقيقي يبدأ بعد الافتتاح؛ فالمطلوب اليوم صيانة هذا النجاح، وتطوير منظومة السياحة بأكملها — من خدمات النقل إلى الثقافة العامة لمن يتعامل مع الزائرين، ومن التدريب المستمر للعاملين إلى الحضور الإعلامي المواكب. فمصر التي استطاعت أن تُبهر العالم بالبناء، مطالبة الآن بأن تحافظ على الانبهار بالإدارة والاستدامة.

أما إعلامنا، فعليه أن يواكب هذا التحول بعين الفخر والمسؤولية؛ يشرح للعالم أن المتحف ليس مجرد مبنى، بل رمزٌ لنهضة وطن، ورسالةُ تقديرٍ للتاريخ، وتأكيدٌ على أن الحضارة المصرية لم تنطفئ يومًا بل تجددت في كل عصر بثوب جديد.

ونكرر التأكيد على أن افتتاح هذا الصرح ليس مجرد حدث ثقافي، بل بيان سياسي واقتصادي وإنساني يقول للعالم إن مصر — التي علّمت البشرية معنى الحضارة — ما زالت قادرة على أن تكتب فصولًا جديدة من المجد والإلهام.

وبينما تتجه أنظار العالم إلى القاهرة، يبقى الهدف واضحًا كما هي زاويتنا الدائمة: أن تسير مصر نحو الهدف… بخطى لا تعرف التراجع، وبإرادة لا تعرف المستحيل.
المصدر:

اكتب تعليقك

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع