لم أستغرب مما كتبه أستاذنا المبدع الأديب عبدالله الخلف، (أبا طارق)، في مقالته السابقة وعنوانها (من أنا) ولم أذهل حين نكره ذاته وفضل القيم والعطاء والبذل والتواضع، وقال حقيقة عندما تحدث عن مادة تواصله مع الآخرين قرّاءً كانوا أو مستمعين لبرامجه الإذاعية وأنا من تلك الفئتين المتابعتين للأستاذ عبدالله خلف، أعرف جيداً خفايا فكره الراقي ومتابع متشوق لتعليقاته الطريفة على بعض الخلافات المجتمعية مثل ما ذكر في مقاله الذي يحتاج لشرح أبعاده إلى صفحات وصفحات.
فما جُبل عليه الأستاذ الخلف هو ديدن معظم جيله وفكرهم المتعمق المنافي للأنا والغرور والتكبر، لهذا تجدهم مسالمين متحابين سوادهم الأعظم يخرج من سرب هذه الدنيا مكتسباً مدح الجميع وثناءهم على رفعة أخلاقهم وسموهم على صغائر الأمور العقائدية والشللية والتعنصر البغيض الذي ما ساد في مجتمع إلّا ودمّره شرّ تدمير.
نعم أستاذي الفاضل أتفقُ معك كلّ الاتفاق فكم نحن بحاجة إلى زاوية إنسانية تجمعنا وتلملم جراحنا الذي خلفه التقوقع والتشرذم حول فكرة أو عقيدة أو مسلك يبعدنا عن رحابه الواسعة من حولنا فنسير خلف هذا أو نمجد ذاك الذي ما زال يحارب العقل والمنطق ويسعى في محاربة القلم الذي كان وما زال هو الحبل الواصل المتين بين البشرية إذا كان مداد كاتبه أساسه الحب والتعاون ونكر الذات، كما المخزون الحقيقي الذي تمتلكه فلاسفة العالم جميعاً. فالمتحدث عن الأستاذ عبدالله خلف ليس هو بل تلامذته وأقرانه ومريدو ديوان أبحاثه في بحور الشعر ووديان الأدب والقول الرصين.
أنت يا سيدي القدوة والمثال الأرقى لنا نحن تلامذتك وسنبقى كما نحن نحمل لكم الشكر والتقدير والاحترام، فتحية صادقة من رقي