تابع معظمنا المناظرة الأخيرة التي تمت بين كل المرشحين في الانتخابات الأمريكية.. وفى اعتقادي يخطئ من يظن أن مثل هذه المناظرات تؤثر في قرار الناخب الأمريكي؛ لأنها لا تعكس صورة صادقة لاتجاهات الناخبين، أو بالأحرى توجهاتهم، كما حدث فى معظم المناظرات السابقة عليها. على سبيل المثال لا الحصر مناظرة عام ٢٠١٦ والتي تمت بين كل من هيلاري كلينتون وترامب، جميع التوقعات كانت تنبئ بفوز مس كلينتون ولكن ما حدث العكس فقد فاز ترامب على الرغم أن استطلاعات الرأي على الأرض كانت لها حكمة أخرى. و من هنا اسمحوا لى أن أطرح عليكم تساؤلا.. لماذا نعتقد نحن العرب أن أمريكا هي عاصمة الخلافة بالنسبة لنا، وأن جواز سفر مرورنا مرهونا بأيديهم ، وأننا لن نقطف العسل إلا من مخلفات بطون خلاياهم.. وأننا مجرد عساكر شطرنج فى يد شرطى العالم؟. ربما لأن 99٪ من أوراق اللعبة ما زالت في أيديهم ، وأنه ما زالت تعيش بداخلنا ثقافة حب الاستعمار، مكونين متلازمة استوكهولم جديدة ..متتبعين بذلك خطي فاوست وراء الشيطان الأكبر ولكن بنسخة عربية . وأنا بتساؤلي هذا لا أدفن رأسي في الرمال متجاهلة أو منكرة أن أمريكا هي القوي العظمي في العالم وذلك لممارستها الإمبريالية الفجة ، وأنها تمتلك حدود مع جميع دول العالم .. بالطبع ليست جغرافياً .. وإنما عن طريق الاتفاقيات أو القواعد العسكرية أو الدبلوماسية القهرية ، أو الهيمنة الاقتصادية أو السيطرة التكنولوجية والبيولوجية ، أو المعونات المشروطة أو اللعب علي حقوق الإنسان الانتقائية ..أو تغذية الصراع الطائفي أو تدريب ودعم المعارضين في بلادهم أو الحروب بالوكالة. أو محاولة التغيير الديني أو الثقافي عن طريق ما يسمي بالاتفاقيات الإبراهيمية ..و التمدد الجيوسياسي عن طريق جناحها العسكري في المنطقة وابنتها غير الشرعية إسرائيل ..أو سياسات البنك الفيدرالي الي آخرها من وسائل خبيثة .. وفي اتجاه آخر تشعل آتون الحرب في منطقة الشرق الأوسط وذلك لعدة أسباب منها الترويج لأسلحتها وتصديرها لمنطقتنا وخاصة دول الخليج ، وسبب آخر القضاء علي المشروع القديم الجديد لدولة الصين وهو الحزام والطريق الحريرى للتجارة ،لكي تظل أمريكا هي القوي العظمي ..وليست مجرد قوي عظمي بين قوى اخرى.. اسمحوا لي يا سادة أن أقترح عليكم الحل وهو بسيط من وجهة نظري ، وقد يكون مستحيلاً بالنسبة للبعض فلن أكون متفائلة وأجزم أن الحل سيأتي من خارج أمريكا لأني أعلم كما تعلمون بمدي تضارب مصالح الحكومات العربية .. وإنما سيأتي من الداخل الأمريكي عن طريق محورين أولهما العمل العربي المشترك عن طريق تكاتف رجال الأعمال والمستثمرين الأمريكان من اصل عربي من الجيل الثاني والثالث أو حتي الأول ..مكونين بذلك لوبي عربي موازي ل اللوبي الصهيوني لخلق قوي اقتصادية هاربة تؤثر في متخذي القرار من الداخل الأميركي. ثانيهما .. التركيز علي مراكز الفكر ووسائل الإعلام الأمريكية ..أما بالنسبة لمصر فيجب عليها أن تقدم نفسها من خلال أربعة محاور سأجملها دون تفصيل 1- لمكافحة الإرهاب 2- قناة السويس 3- الوساطة 4- وأخيراً اتفاقية السلام وفي الختام ..أهمس في أذن المتأمل خيراً من نتيجة الانتخابات الأمريكية قائلة له :أن السياسة في هذه الدولة أشبة بالمنضدة تتعدد الأرجل ولكن الرأس واحدة .. وأنه يتم من تحتها طهي وترتيب الأوراق الحقيقية للخطط و الاتفاقيات السرية مع جميع الدول طبقاََ لمصالح كل دولة. بينما ترص أوراق التفاوض الوهمية علي رأسها ، وليس علينا إلا أن نختار كيفية موتنا إما ذبحاَ علي يد ترامب ، أو شنقاً علي يد هاريس .أو بإطلاق رصاصة الرحمة علي أنفسنا.