كنت أنا يوما ما
فلم أعد أنا هي
ولم تعد هي أنا
ولم يعد نفس الزمان
ولا المكان ذات المكان
فقط أطلال من ذكريات
منها الجميل النقي الدافئ
ومنها الأليم الموجع القاتل
ليتني أعود تلك الصغيرة
في التراب تلهو وتمرح
لا تبالي بما تملك
ولا تبحث عن ما تفقد
أشتاق لي حينما كنت
وأكره كوني قد هرمت
من أشواك أدمت الأقدام
وآلام ذبحت الكيان
فهل من ذكرى تحي ما بقي
من حياة تحي الوردةَ
ماله الصبر مر كالعلقم
والإنتظار جمرا يحرق
يشب في باطن النفس
والتوق قاتلي ومعزبي
أيا محبا هل من نظرة
من تلك العيون العاشقة
ترد إلي روحي الهائمة
أنا لك فداء وأمة طائعة
تكفيني تلك النظرة
في الخاطر هي خالدة
أراك واقف هناك فوق السلم
وفي الركب تأتيني مجاورا
مودعا قبل سفر دون عودة
أراك هناك تقف مترقبا
مروري عليك طلبا في نظرة
وتلك الورقة التي أرسلتها
مع الرفيقة السمراء من بلدتي
فتناولتها بغضب ومزقتها
ومزقت معها روحك الجميلة العاشقة
ياويلي لو كنت أدرك حينها
انك الصادق الصدوق الأوحد
تلك هي الدنيا تعطي ما تشاء
لمن كان لها محبا مولع
أهيم لك شوقا فهلا أراك
في حلم بريء ولد من فطرة طفلة…