تطرق الكاتب الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى، في برنامجه "حديث القاهرة" المذاع عبر قناة "القاهرة والناس"، إلى مشاكل التعليم في مصر.
حيث أكد أن التنمية الحقيقية تبدأ بالتعليم، وأن أي بلد تريد أن تنمو لا بد أن تهتم بالتعليم، وأوضح أن السياسة التعليمية في مصر غير مستقرة ولا تتسم بالوضوح، فالمشاكل في وزارة التعليم تحديدا متعددة ومتشعبة؛ بدءا من تغيير الوزير ومرورا بمشكلة الـ"تابلت"، والكتب الدراسية التي تباع في المكتبات والفجالة في حين أن الوزراة لم تسلمها للطلبة.
وتساءل "عيسى" مستنكرا: "إلى هذه الدرجة من الارتباك وصل حال التعليم في مصر؟ وهل سنحتاج إلى 30 سنة لحل مشاكل التعليم؟".
وأشار إلى أن مشكلة التابلت قديمة منذ ابتدعها الدكتور طارق شوقي، حيث إنها نابعة عن سياسة انفرادية لذا قوبلت باستغراب من المجتمع، والدليل على ذلك أنها تغيرت وتم إلغاؤها فور أن تغير الوزير طارق شوقي، فهي لم تحظ بالإجماع ولا التوافق.
وأوضح أن أزمة التابلت مازالت مستمرة حتى الشهر الثاني من العام الدراسي، وقد علق على بيان الوزارة؛ والذي أكد أن عدد المعلمين في مصر وصل 843490 معلما، في حين أن العجز في عدد المعلمين 656000 معلم! وما يزيد من الأزمة هو خروج حوالي 60 ألف معلم إلى سن المعاش هذا العام.
وقد أكد أن هذا العجز لو كان في أي قطاع آخر لكان التصرف أسرع لسد هذه الفجوة من العاملين والنتائج المترتبة عليها.
واستنكر "عيسى" وجود هذا العجز في ظل سعي الحكومة لحل أغلب مشاكل القطاعات الأخرى، حتى ولو كانت عن طريق الاستدانة، وأن وزير التعليم، محمد عبداللطيف، صرح بأنه سوف يقوم بحل هذه المشكلة عن طريق مسابقة تعيين 30 ألف مدرس سنويا، حيث استنكر "عيسى" قدرة هذه المسابقة على تحقيق المطلوب لسد عجز المدرسين، وأشار إلى شكاوى بعض المدرسين من عدم تعيينهم بعد خوضهم لهذه المسابقات؛ لأسباب قد لا تكون منطقية.
وقد شكك في مدى فائدة الحلول الأخرى المطروحة والمتمثلة في:
· إتاحة الفرصة لمعلمي الفصل تدريس المواد الأساسية وتقنين أوضاع أخصائي التعليم من حملة المؤهلات التربوية العليا
· توفير الاعتمادات اللازمة لتشغيل عدد 50 ألف معلم بالحصة
· زيادة مقابل الحصة الواحد إلى 50 جنيها
· الاستعانة بالخريجين المكلفين لأداء الخدمة العامة للعمل بالمدارس
· إعادة تعيين العاملين الحاصلين على مؤهل تربوي عالي أثناء الخدمة
حيث اعتبرها حلولا غير مجدية أمام هذا العجز الكبير في عدد المعلمين، وأنها قد يشوبها بعد العوار المتمثل في عدم خبرة الخريجين المكلفين بالخدمة العامة، أو عدم الأمان بالنسبة لنظام المعلم بالحصة.
وتطرق إلى مشكلة تدني أجور المعلمين، زاعما أن أجر المدرس المصري الأقل أجرا في العالم الثالث، في حين أن مهنة التعليم هي أساس كل المهن الأخرى في مصر والعالم أجمع. فلابد أن ندرك أهمية هذا الدور وإعطائه حقه على أكمل وجه حتى نطمح في يوم ما أن نقترب من المعايير العالمية.